تأملات في الثورة والتدخل الأجنبي




محمد عواد - كما بدأنا نتفق هنا فكلما كان الموضوع كبيراً فلن أكتب بشكل مقال كي لا تضيع الأفكار ، ولأنني أؤمن أن الكتابة ليست استعراض وإنما إرسال أفكار فسوف نكتب عن هذا الموضوع "الثورات" بشكل خواطر.

- عندما بدأت ثورة تونس كان يراها الكثيرون بمثابة خروج مؤقت عن الطاعة سينتهي بسجن قادته واحتفالات بنصر الرئيس الخالد الذي يصيب ولا يخطىء .. زين العابدن بن علي ، كل شيء تغير فجأة وأصبح زين الهاربين ومن بعدها هرب كثيرون ... إنها الصدفة أم الاختراع ، شكراً للصدفة!.

- شكك كثيرون بثوراتنا من أبناء جلدتنا ، فتحدثوا عن الفوضى الخلاقة على أنها شيء سيء ولا يجب أن يكون لدينا لأن المشروع أمريكي خالص .. للأسف هم لا يعرفون أن الثورة الفرنسية والشيوعية كانت بالفوضى الخلاقة !.. تباً للجهلة عندما يتكلمون للعامة.

- عندما بدأت كتائب القذافي بقتل الناس صرخ الجميع : " أين العالم؟" ، وعندما تدخل العالم قفز البعض ليقول هذا تدخل أجنبي ... نسألهم سؤال واحد : " منذ ولدتم هل تدخلت حكوماتنا العربية بشكل جيد لصالح الشعوب مرة واحدة؟ ،هل لديكم حل أخر؟"...من يقول الثوار ينجحون ؛ نرد عليهم بصراحة الثوار انتهوا وتراجعوا إلى بنغازي لولا القرار الدولي.

- لقد تبين أخيراً أن كل العرب إخوان مسلمين وأصحاب أجندات أجنبية وإرهابيون ... هكذا يقول زعماؤنا!...للأسف لست من العرب لأنني لست من كل هؤلاء!

- لأول مرة في تاريخنا العربي تقوم الشعوب على الزعماء من بني جلدتها ، فقد أذل كليب القبائل ولم يتحرك سوى شخص واحد ليرد الظلم ، وكان بعض الفاطمية آلهة والناس كأفراد يقاومون ... إنها روح الجماعة لأول مرة....إن الله يحب الذين يقاتلون في سبيله موحدين في صف واحد.

- أكثر شيء أزعجني في الثورة المصرية أن البعض ولأنه توقع استمرار مبارك تضايق من خلعه ، ليس لأنه يحبه بل هو يكرهه لكن لأن رأيه أصبح خاطئاً...فليمت 80 مليون لعيون رأيه ، قمة الأنانية لدى البعض!.

- محللونا في القنوات التلفازية إما مثقفون مثاليون ، أو جهلة متشائمون ... أفضل الأولى لكن أتضايق بعض الأحيان من فرط المثالية.

- كدنا نتحول من ديكتاتورية الأفراد إلى ديكتاتورية الشعوب ، فالبعض حاول رفض نتائج الصناديق في مصر مع الاستفتاء ولكن البعض بالغ بالاحتفال بالانتصار.

- بعض المشايخ وبعض السياسيين كانوا يقولون إنما نحن مصلحون ولسنا بسياسيين ، تفاجأت بهم الآن يتكلمون بالسياسة ... هو الخوف وأفهم أن تخاف ، لكن لا أفهم أن تكذب في الماضي وتريدنا أن نصدقك الآن!....الكلام لمن كبر تكبيراً على الانتصار بغزوة الصناديق!

- لماذا لم يفكر أحد من الثوار باقتراح أشكال أخرى للديمقراطية غير الديمقراطية الغربية ؟ ، فنحن نعاني من القبلية ومن ضعف الثقافة ومن الطائفية في بعض المناطق... نحتاج ديمقراطية من شكل أخر كي نعيش بديمقراطية!.

- البعض يتوقع مع انهيار النظام الفاسد أن تصبح البلاد جنة وهذا خطأ ، فالموضوع يحتاج صبر وبناء وتحمل وجود بعض التقصير والتنظيف بقاعدة أولى لك فأولى.

- لن يكون لدينا ديمقراطية حتى نضع أركانها ، فالديمقراطية ليست مجرد تداول سلطة وإنما ثقافة المجتمع بالاختيار الصحيح وتحييد المال السياسي وتحييد حملات التكفير والمبالغة باستخدام الدين في الانتخابات .. هناك فرق بين أن تكون دولتنا مسلمة وأن يكون الاسلام وسيلة في الانتخابات ؛ فرق كبير!.

- صناديق الانتخابات الديمقراطية ليست ضمانة للمستقبل ، فيوماً ما وصل هتلر إلى الحكم بشكل ديمقراطي!!...الضمانة دوماً بثقافة الاختيار لدى الشعب.

- حتى الآن أعتقد أنني أعيش حلماً برؤية أسباب تخلفنا يتطايرون واحداً تلو الأخر.

تابعنا على الفيسبوك:
تابعنا على تويتر: